يمثل القرآن الكريم أهم الأسس التربوية التي تسهم بوجد نَشْءٍ إسلامي تربى على القيم القرآنية، والتعاليم النبوية المستمدة من كتاب الله العزيز فقاد الأمة إلى العليا، وبؤاها مكانة رفيعة على مرّ العصور، فالجميع يدرك أن عصر الإنسان الحالي يشهد تطوراً هائلاً على الصعيد الرقمي، والذكاء الاصطناعي، وقد انعكس ذلك على حياة الإنسان، ونفسه، وفكره، وأنماط تربيته ونشأته، فأدى ذلك إلى تغيرات تربوية سلبية في قيمه وتفكيره وسلوكياته وممارساته، مما اضطر الإنسان المعرفي المعاصر إلى محاولة إيجاد نظريات إنسانية مختلفة تسهم في بناء منظومة تربوية معاصرة تساعد في إزالة التشوهات التربوية المعاصرة الناتجة عن هذا التطور الرقمي والصناعي مثل انحطاط القيم والسلوكيات، وتفكك العلاقات الإنسانية الفردية والأسرية، والنزاعات والصراعات النفسية، إلا أن هذه المحاولات بقيت إلى حدّ بعيد حبيسة الأطر النظرية حتى وإن أصابت في جانب بحكم لغتها الفكرية المعاصرة إلا أن ضعفها قد بان في جوانبها العملية، حيث لم تستطع أن تحدّ هذه النظريات من أزمات الإنسان المعاصر بما فيها التربية الإنسانية التي هي من أهم متطلبات استمرار الحياة البشرية. ومن هنا جاءت هذه الدراسة تكشف عن (دور القرآن الكريم في تربية الإنسان المعاصر، دراسة موضوعية تفسيرية) فالقرآن الكريم ما زال هو المفتاح الرئيس لاستمرارية البناء التربوي السليم، والازدهار الإنساني الحي والمتطور؛ لا سيما أمام فشل كثير من المنظومات التربوية المعاصرة التي أدت لتدهور طبيعة الحياة الإنسانية والعلاقات البشرية، فالناظر في سياق آياته الكريمة يجدها تضمنت أسساً تربوية متجددة، تعزز في النفس الإنسانية المسلمة قيماً وأفكاراً تربوية تنعكس إيجاباً على الفرد والمجتمع.